السلام عليكم
قصة مؤثرة - سعيد بن الجبير والحجاج - إهداء لكل داعية ومجاهد
الحمد لله المتصف بصفات الكمال ، المنعوت بنعوت الجلال ، الذي علم ما كان وما يكون وما هو كائن في الحال والمآل ... أما بعد :
قال الله تعالى في محكم كتابه المنزل ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتموه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً * فبئس ما يشترون ) .
إنه بحق لإنذار شديد من الله عز وجل إلى من يكتم علماً استحفظه الله عليه فكيف بسعيد بن الجبير وهو من سادات التابعين ؟ معلمه هو عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وغيرهم رضي الله عنهم ، إنه لرجل استحق أن يكون بحق من أعلام الأمة ، فله قصة مع الحجاج بن يوسف الثقفي لهي بحق مثال لمن رفض أن يصمت على الظلم وأبى إلا أن يرفع رأسه ويصدع بكلمة الحق حتى وإن كلفه ذلك روحه نفسها ، أحبتي .. أهدي هذه القصة إلى كل مجاهد وداعية في سبيل الله .. لا أحب أن أطيل عليكم في المقدمة فاسمعوا كيف فعل سعيد مع الحجاج ...
كان الحجاج ظالماً سفاكاً للدماء فقد ذكر النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال : أحصوا من قتل الحجاج صبراً فبلغ 120 ألفاً وقال الأصمعي : أطلق سليمان بن عبد الملك بعد أن تولى الخلافة 81 ألف سجين ، منهم 30 ألف امرأة .
خرج سعيد بن جبير على الحجاج لما كان يراه من ظلمه ومخالفته لكثير من أوامر الشرع ، وبقي سعيد آمناً في مكة المكرمة بعد أن تولاها خالد بن عبد الله القسري في عهد الوليد بن عبد الملك فأرسل الحجاج إلى خالد ليطلب منه أن يبعث إليه بسعيد بن جبير . أرسل سعيد من مكة إلى العراق مكبلا في قيده ومعه عشرون رجلاً من رجال الحجاج ، حتى دخلوا به على الحجاج .
سأله الحجاج : ما اسمك ؟ قال : سعيد بن جبير . قال الحجاج : بل شقي بن كسير . فقال سعيد : أمي سمتني وهي أعلم باسمي منك . قال الحجاج : شقيت وشقيت أمك . فقال سعيد : لا يعلم الغيب إلا الله تعالى . قال الحجاج : والله لأبدلنك بدنياك ناراً تلظى . قال سعيد : لو أعلم أن بيدك ذلك لاتخذتك إلها ، لا إله إلا الله ، قال الحجاج ما تقول في رسول الله ؟ قال نبي الرحمة وإمام الهدى وخير الماضين وخير الباقين . قال ما تقول في أبي بكر الصديق ؟ قال ثاني اثنين إذ هما في الغار ، أعز الله به الدين وجمع به بعد الفرقة . قال: ما تقول في عثمان بن عفان ؟ قال مجهز جيش العسرة المشتري بيتاً في الجنة . قال ما تقول في علي ؟ قال :من أولهم إسلاماً وأقدمهم هجرة وأعظمهم فضلاً ، زوجه الرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب بناته إليه قال : أفي الجنة هو أم في النار ؟ قال سعيد : لو أدخلت الجنة وفيها أهلها ، وأدخلت النار وفيها أهلها لعلمت يا حجاج فما سؤالك عن علم الغيب يا حجاج وقد حجب عنك ، وقد امتحن الله قلبه بالإيمان – يعني سيدنا علي كرم الله وجهه - . قال ما تقول في معاوية ؟ قال كاتب رسول الله . قال ما تقول في عبد الملك ؟ قال إن يكن محسناً فأتم إحسانه وإن يكن مسيئاً فلن يعجز الله تعالى . قال : ما تقول في الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام إلى يومنا هذا ؟ قال سيجزون بأعمالهم فمسرور ومثبور ولست عليهم بوكيل . قال الحجاج ما تقول في ؟ . صمت سعيد لحظات قصار ، ثم قال : أنت بنفسك أعلم .قال : بث في علمك . قال إذن أسوؤك ولا أسرك ، قال : بث في علمك . قال : أعفني . قال : لا عفا الله عني إن أعفيتك . قال سعيد : إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى ، قد ظهر منك جوراً وجرأة على معاصي الله تعالى ، ترى من نفسك أموراً تريد بها الهيبة ، وهي التي تقحمك الهلاك ، قال الحجاج : فأي رجل أنا ؟ ، قال سعيد : يوم القيامة تخبر . قال : أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً قبلك ولا أقتلها أحداً بعدك . قال : إذن تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك
قال الحجاج : يا سعيد ، مالك لم تضحك قط ؟ قال كيف يضحك رجل مخلوق من طين والطين تأكله النار ولا يدري إلى ما يصير إلى جنة أم إلى نار ، فإن كان مصيره إلى الجنة فقد فاز ، وإن كان مصيره إلى النار فقد خسر خسراناً مبيناً .
قال الحجاج : يا سعيد ، أما رأيت لهواً قط ؟ قال سعيد : ما أعلمه . فدعا الحجاج بالعود والناي فضرب بين يديه بهما . فلما سمع سعيد بالناي بكى بكاءً شديداً ثم قال : إن هذه النفخة قد ذكرتني بقول الله عز وجل : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ) ( وكل أتوه داخرين ) . وأما العود فشجرة قطعت في غير حق ، وأما الأوتار فأخذت من شاة سوف تبعث معها يوم القيامة .
ثم أمر الحجاج بالأموال واللؤلؤ فنثرت بين يديه فقال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتقي به فزع يوم القيامة فهو صالح . وإلا فقد أوقرت ظهرك واشتد حسابك ، وإن فزعة واحدة من فزع يوم القيامة تذهل عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا . قال أتحب أنه لك ؟ قال : لا أحب إلا ما يحب الله تعالى . قال : الويل لك . قال : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
ثم قال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟ فقال سعيد : اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة . قال : أتريد أن أعفو عنك ؟ قال : إن كان العفو فمن الله أما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
قال الحجاج : اذهبوا به فقتلوه ، فقال : إني أشهدك يا حجاج أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . وأستحفظكهما حتى ألقاك بهما يوم القيامة . فلما ذهبوا به ضحك ، قال الحجاج : ردوه ، فلما ردوه قال : مم ضحكت ؟ قال سعيد : تعجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك . قال : اسحبوه فلما سحبوه قال : ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ) . قال اصرفوا وجهه عن القبلة . فقال : ( فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله إن الله واسع عليم ) قال : كبوه لوجهه ، ما أنزعه لأي قرآن !!! فقال : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) . ثم دعا سعيد فقال : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي يقتله .
وأمر الحجاج بنطع فبسط ، وقال : اذبحوه ، فذبح على النطع . ولما قتل سعيد سال منه دماً كثير ، استنكره الحجاج وهاله كثرته فدعا بطبيب وسأله عن ذلك فقال :قتلته ونفسه مجتمعه ، غير هائب لما فعلت به .
قال الحسن البصري عندما بلغه قتل سعيد : اللهم قاصم الجبابرة اقصم الحجاج ، وقال : قتل الحجاج سعيد بن جبير ، ووالله لو أن بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار .
ويقال أن الحجاج عاش بعد مقتل سعيد بستة عشر ليلة ثم وقعت الآكلة في بطنه فدعا بطبيب ينظر إليه ، فلما نظر إليه دعا بلحم فعلق في خيط أسود ثم استخرجه وقد لزق به الدود فعلم بأنه ليس بناج .
وكان الحجاج في مرضه ينادي ويقول : مالي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ، ثم يأخذ بمجمع ثوبي ويقول لي : يا عدو الله فيم قتلتني . فيستيقظ الحجاج مذعوراً وهو يقول مال ولسعيد بن الجبير .
ويقال أنه ابتلي بالبرد والزمهرير ، فكانوا يجمعون حوله الكوانين قد ملئت جمراً ويدثرونه باللحف والثياب ولا يشعر بالدفء ، ثم مات بعد أن دام مرضه خمس عشرة ليلة ، تحرقت فيها ثيابه وتشقق جلده من حر النار وحوله تسعة كوانين .
رحم الله سعيد بن الجبير ... فقد أخذ غيره بالرخصة وآثر هو الأخذ بالعزيمة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر ، فأمره ونهاه فقتله ) .
المصادر :
كتاب الله وسنة رسوله
كتاب المحن
سير أعلام النبلاء
مواقف لعظماء المسلمين
قصة مؤثرة - سعيد بن الجبير والحجاج - إهداء لكل داعية ومجاهد
الحمد لله المتصف بصفات الكمال ، المنعوت بنعوت الجلال ، الذي علم ما كان وما يكون وما هو كائن في الحال والمآل ... أما بعد :
قال الله تعالى في محكم كتابه المنزل ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتموه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً * فبئس ما يشترون ) .
إنه بحق لإنذار شديد من الله عز وجل إلى من يكتم علماً استحفظه الله عليه فكيف بسعيد بن الجبير وهو من سادات التابعين ؟ معلمه هو عبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر وغيرهم رضي الله عنهم ، إنه لرجل استحق أن يكون بحق من أعلام الأمة ، فله قصة مع الحجاج بن يوسف الثقفي لهي بحق مثال لمن رفض أن يصمت على الظلم وأبى إلا أن يرفع رأسه ويصدع بكلمة الحق حتى وإن كلفه ذلك روحه نفسها ، أحبتي .. أهدي هذه القصة إلى كل مجاهد وداعية في سبيل الله .. لا أحب أن أطيل عليكم في المقدمة فاسمعوا كيف فعل سعيد مع الحجاج ...
كان الحجاج ظالماً سفاكاً للدماء فقد ذكر النضر بن شميل عن هشام بن حسان قال : أحصوا من قتل الحجاج صبراً فبلغ 120 ألفاً وقال الأصمعي : أطلق سليمان بن عبد الملك بعد أن تولى الخلافة 81 ألف سجين ، منهم 30 ألف امرأة .
خرج سعيد بن جبير على الحجاج لما كان يراه من ظلمه ومخالفته لكثير من أوامر الشرع ، وبقي سعيد آمناً في مكة المكرمة بعد أن تولاها خالد بن عبد الله القسري في عهد الوليد بن عبد الملك فأرسل الحجاج إلى خالد ليطلب منه أن يبعث إليه بسعيد بن جبير . أرسل سعيد من مكة إلى العراق مكبلا في قيده ومعه عشرون رجلاً من رجال الحجاج ، حتى دخلوا به على الحجاج .
سأله الحجاج : ما اسمك ؟ قال : سعيد بن جبير . قال الحجاج : بل شقي بن كسير . فقال سعيد : أمي سمتني وهي أعلم باسمي منك . قال الحجاج : شقيت وشقيت أمك . فقال سعيد : لا يعلم الغيب إلا الله تعالى . قال الحجاج : والله لأبدلنك بدنياك ناراً تلظى . قال سعيد : لو أعلم أن بيدك ذلك لاتخذتك إلها ، لا إله إلا الله ، قال الحجاج ما تقول في رسول الله ؟ قال نبي الرحمة وإمام الهدى وخير الماضين وخير الباقين . قال ما تقول في أبي بكر الصديق ؟ قال ثاني اثنين إذ هما في الغار ، أعز الله به الدين وجمع به بعد الفرقة . قال: ما تقول في عثمان بن عفان ؟ قال مجهز جيش العسرة المشتري بيتاً في الجنة . قال ما تقول في علي ؟ قال :من أولهم إسلاماً وأقدمهم هجرة وأعظمهم فضلاً ، زوجه الرسول الله صلى الله عليه وسلم أحب بناته إليه قال : أفي الجنة هو أم في النار ؟ قال سعيد : لو أدخلت الجنة وفيها أهلها ، وأدخلت النار وفيها أهلها لعلمت يا حجاج فما سؤالك عن علم الغيب يا حجاج وقد حجب عنك ، وقد امتحن الله قلبه بالإيمان – يعني سيدنا علي كرم الله وجهه - . قال ما تقول في معاوية ؟ قال كاتب رسول الله . قال ما تقول في عبد الملك ؟ قال إن يكن محسناً فأتم إحسانه وإن يكن مسيئاً فلن يعجز الله تعالى . قال : ما تقول في الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلام إلى يومنا هذا ؟ قال سيجزون بأعمالهم فمسرور ومثبور ولست عليهم بوكيل . قال الحجاج ما تقول في ؟ . صمت سعيد لحظات قصار ، ثم قال : أنت بنفسك أعلم .قال : بث في علمك . قال إذن أسوؤك ولا أسرك ، قال : بث في علمك . قال : أعفني . قال : لا عفا الله عني إن أعفيتك . قال سعيد : إني لأعلم أنك مخالف لكتاب الله تعالى ، قد ظهر منك جوراً وجرأة على معاصي الله تعالى ، ترى من نفسك أموراً تريد بها الهيبة ، وهي التي تقحمك الهلاك ، قال الحجاج : فأي رجل أنا ؟ ، قال سعيد : يوم القيامة تخبر . قال : أما والله لأقتلنك قتلة لم أقتلها أحداً قبلك ولا أقتلها أحداً بعدك . قال : إذن تفسد علي دنياي وأفسد عليك آخرتك
قال الحجاج : يا سعيد ، مالك لم تضحك قط ؟ قال كيف يضحك رجل مخلوق من طين والطين تأكله النار ولا يدري إلى ما يصير إلى جنة أم إلى نار ، فإن كان مصيره إلى الجنة فقد فاز ، وإن كان مصيره إلى النار فقد خسر خسراناً مبيناً .
قال الحجاج : يا سعيد ، أما رأيت لهواً قط ؟ قال سعيد : ما أعلمه . فدعا الحجاج بالعود والناي فضرب بين يديه بهما . فلما سمع سعيد بالناي بكى بكاءً شديداً ثم قال : إن هذه النفخة قد ذكرتني بقول الله عز وجل : ( ونفخ في الصور فصعق من في السماوات ومن في الأرض ) ( وكل أتوه داخرين ) . وأما العود فشجرة قطعت في غير حق ، وأما الأوتار فأخذت من شاة سوف تبعث معها يوم القيامة .
ثم أمر الحجاج بالأموال واللؤلؤ فنثرت بين يديه فقال سعيد : إن كنت جمعت هذا لتقي به فزع يوم القيامة فهو صالح . وإلا فقد أوقرت ظهرك واشتد حسابك ، وإن فزعة واحدة من فزع يوم القيامة تذهل عما أرضعت ، ولا خير في شيء جمع للدنيا إلا ما طاب وزكا . قال أتحب أنه لك ؟ قال : لا أحب إلا ما يحب الله تعالى . قال : الويل لك . قال : الويل لمن زحزح عن الجنة وأدخل النار .
ثم قال الحجاج : اختر يا سعيد أي قتلة أقتلك ؟ فقال سعيد : اختر لنفسك يا حجاج ، فوالله لا تقتلني قتلة إلا قتلك الله مثلها في الآخرة . قال : أتريد أن أعفو عنك ؟ قال : إن كان العفو فمن الله أما أنت فلا براءة لك ولا عذر .
قال الحجاج : اذهبوا به فقتلوه ، فقال : إني أشهدك يا حجاج أني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله . وأستحفظكهما حتى ألقاك بهما يوم القيامة . فلما ذهبوا به ضحك ، قال الحجاج : ردوه ، فلما ردوه قال : مم ضحكت ؟ قال سعيد : تعجبت من جرأتك على الله وحلم الله عنك . قال : اسحبوه فلما سحبوه قال : ( إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفاً وما أنا من المشركين ) . قال اصرفوا وجهه عن القبلة . فقال : ( فأينما تولوا وجوهكم فثم وجه الله إن الله واسع عليم ) قال : كبوه لوجهه ، ما أنزعه لأي قرآن !!! فقال : ( منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخرى ) . ثم دعا سعيد فقال : اللهم لا تسلطه على أحد بعدي يقتله .
وأمر الحجاج بنطع فبسط ، وقال : اذبحوه ، فذبح على النطع . ولما قتل سعيد سال منه دماً كثير ، استنكره الحجاج وهاله كثرته فدعا بطبيب وسأله عن ذلك فقال :قتلته ونفسه مجتمعه ، غير هائب لما فعلت به .
قال الحسن البصري عندما بلغه قتل سعيد : اللهم قاصم الجبابرة اقصم الحجاج ، وقال : قتل الحجاج سعيد بن جبير ، ووالله لو أن بين المشرق والمغرب اشتركوا في قتله لكبهم الله عز وجل في النار .
ويقال أن الحجاج عاش بعد مقتل سعيد بستة عشر ليلة ثم وقعت الآكلة في بطنه فدعا بطبيب ينظر إليه ، فلما نظر إليه دعا بلحم فعلق في خيط أسود ثم استخرجه وقد لزق به الدود فعلم بأنه ليس بناج .
وكان الحجاج في مرضه ينادي ويقول : مالي ولسعيد بن جبير كلما أردت النوم أخذ برجلي ، ثم يأخذ بمجمع ثوبي ويقول لي : يا عدو الله فيم قتلتني . فيستيقظ الحجاج مذعوراً وهو يقول مال ولسعيد بن الجبير .
ويقال أنه ابتلي بالبرد والزمهرير ، فكانوا يجمعون حوله الكوانين قد ملئت جمراً ويدثرونه باللحف والثياب ولا يشعر بالدفء ، ثم مات بعد أن دام مرضه خمس عشرة ليلة ، تحرقت فيها ثيابه وتشقق جلده من حر النار وحوله تسعة كوانين .
رحم الله سعيد بن الجبير ... فقد أخذ غيره بالرخصة وآثر هو الأخذ بالعزيمة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( سيد الشهداء حمزة ، ورجل قام إلى إمام جائر ، فأمره ونهاه فقتله ) .
المصادر :
كتاب الله وسنة رسوله
كتاب المحن
سير أعلام النبلاء
مواقف لعظماء المسلمين